top of page
Search

لماذا قد تطول الحرب؟

  • Writer: Ahmed Ellaithy
    Ahmed Ellaithy
  • May 6, 2020
  • 5 min read


ترجمة: أحمد ليثي


عندما تتدخل القوى العظمى في البلدان الصغيرة ، فإنها تفوز أحيانًا بانتصارات سريعة وحاسمة إلى حد ما. عندما يحدث هذا، تكون المشكلة الوحيدة المتبقية هي مكان إقامة موكب النصر وعدد الميداليات التي يجب تقديمها. ولكن عندما تسير نحو الحرب التي تخوضها بإرادتك بشكل سيء ، سيتعين على القادة إما أن يقرروا تقليص خسائرهم أوالخروج أو “البقاء على المسار”. من ناحية أخرى إذا كان الخصم قوة عظمى لا تشبع مثل الرايخ الثالث، فقد لا يكون هناك خيار في هذا الأمر. ولكن إذا كان العدو المتمرد في حالة ضعيفة نسبيًا، ويكون التحدي هو رغبتك بناء دولة جديدة في مجتمع لا تفهمه جيدًا، فهذا قرار أصعب كثيرًا.


كما رأينا ذلك في العراق ونراه مرة أخرى في أفغانستان، الخروج من المستنقع أصعب بكثير من الدخول فيه. ومن الواضح أن هذا ما يحدث في معظم الحروب التي تخوضها الدول بإرادتها: عادة ما تستمر الحرب لفترة أطول مما يتوقعه الأشخاص الذين يتسببون بها، وعادة ما تكلفهم أكثر مما خططوا لها.


إليك أهم عشرة أسباب تفسر لماذا تطول الحروب التي تخوضها الدول بإرادتها ، ولماذا يصعب على السياسيين أن يستيقظوا، ويشربوا القهوة، ويتركوا الحرب.

1- القادة السياسيون محاصرون بمعتقداتهم.

إذ يميل جميع البشر إلى تفسير المعلومات الجديدة في ضوء معتقداتهم الموجودة سلفًا، وبالتالي يميلون إلى مراجعة وجهات النظر الراسخة بشكل بطيء أكثر مما ينبغي. بعد اتخاذ القرار الصعب بخوض الحرب أو تصعيد حرب جارية بالفعل سيكون من الصعب على أي زعيم أن يعيد التفكير في مزايا هذا القرار، حتى لو تراكمت الكثير من المعلومات التي تشير إلى أنه كان خطأً فادحًا.


2- غالبا ما تكون المعلومات غامضة في الحرب

إن قضية خفض الخسائر نادرًا ما تكون واضحة تمامًا. حتى إذا كان هناك الكثير من الأدلة على أن الحرب تسير على نحو سيئ، فمن المحتم أن تكون هناك بعض العلامات الإيجابية أيضًا. يمكننا أن نتذكر كل تلك “المعايير” التي وضعتها إدارة بوش لقياس التقدم في العراق؟ إذا كان لديك ما يكفي منها، يمكنك دائمًا العثورعلى بعض العناصر في القائمة التي يمكنها أن تساهم في أن تبدو الأشياء بشكل أفضل. إلا أنه عندما تكون الأدلة مختلطة ,يقل احتمال أن يعيد القادة التفكير في معتقداتهم بأن الحرب تستحق خوضها.


3- مغالطة التكلفة

بمجرد أن تستثمر الدولة كميات كبيرة من الدماء والموارد في الحرب، قد يعتقد صانعو القرار خطأ أن خفض الخسائر سيكون “تبديدًا” وأنه من الضروري القتال من أجل استرداد ثمن التضحيات السابقة. هذا المنطق خاطئ بشكل كلي: إذ سيكون ما هو منطقي هنا مواصلة الحرب إذا كان من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى نتيجة أفضل بتكلفة مقبولة. لكن السياسيين قد لا يرون الأمر بهذه الطريقة، خاصة إذا كانت هناك دوائر محلية ستذكرهم بالسعر المدفوع بالفعل وتتهمهم بإهدار تضحيات سابقة.


4- ليس لدى القادة السياسيين حافز يذكر للاعتراف بالأخطاء وتغيير المسار

لقد قام الرئيس بوش بمقامرة ضخمة عندما قرر غزو العراق في عام 2003. ذلك أنه اعتقد بسذاجة برأي مجموعة من المستشارين غير الموثوق بهم، وبالغ في التهديد الذي يشكله العراق لمصالح الولايات المتحدة، واعتقد أن الغزو سيساهم في “تحول” الشرق الأوسط بثمن بخس وبسرعة. من الممكن أن يُثبت أن حساباته كانت خاطئة كليًا، لكن الاعتراف بأنه ارتكب خطأ سيكون انتحاريًا سياسيًا. وبدلاً من ذلك، مثل القادة الآخرين، قرر “المقامرة من أجل البعث”، على أمل أن تدور الأمور ويتمكن من تبرير قراره الأصلي.


5- الأشخاص الذين أدخلوك في الحرب ليسوا هم من يمكنهم إخراجك

وما يسير على الزعماء يسير على مرؤوسيهم أيضًا: وهكذا، هل كان هناك أي فرصة أن يعيد الأشخاص الذين قادوا بوش إلى العراق (رامسفيلد، تشيني، وولفويتز، فيث، رايس وآخرون) التفكير فجأة في مواقفهم ومساعدته على إخراج الولايات المتحدة من هذا المستنقع؟ بالطبع لا. تظهر الأدبيات المتعلقة بإنهاء الحرب بوضوح أن إنهاء الحرب يتطلب عادة التخلص من الفريق الذي انضم إليك ويتطلب أحيانًا استبدال تحالف القيادة بأكمله. إذ ليس من قبيل المصادفة أن الاستراتيجية الأمريكية في العراق لم تتحسن حتى تخلص بوش من رامسفيلد ومعظم المحافظين الجدد، الأمر الذي جعل تغيير المسار ممكنًا.


6- القوى العظمى دائما ما تستطيع القتال

سبب آخر يجعل القوى العظمى تخوض “الحروب” باختيارها لفترة طويلة هو ببساطة أنها تستطيع ذلك. قد تكون التكاليف أكبر بكثير من الفوائد، ولكن نادراً ما يتم إخراج القوى العظمى من الميدان بسبب الانهيار العسكري الكامل، خاصة عندما تقاتل على أكثر من جبهة ضد أعداء أضعف بكثير. صحيح أن حرب العراق كانت خطأ فادحًا، لكن الولايات المتحدة كان بإمكانها البقاء لمدة عام أو عامين أو ثلاثة إذا كان عليها ذلك. ونرى نفس الظاهرة في أفغانستان: ما قيمة 100 مليار دولار أخرى عندما يكون ناتجك المحلي الإجمالي 13 تريليون دولار وعندما يمكنك اقتراض الأموال من القوى الخارجية وجعل الأجيال القادمة تدفع ثمنها؟

ومما زاد الطين بلة، أن الدول القوية يمكنها دائمًا اختراع ابتكارات استراتيجية جديدة وإقناع نفسها بأن هذه الابتكارات هي ما يحمل مفتاح النصر. يمكن استبدال القادة، ويمكن توسيع ميدان المعركة، ويمكن تطوير أسلحة جديدة واستخدامها، مثل حروب الطائرات بدون طيار ، أو يمكن تطوير وتنفيذ تكتيكات جديدة. ولكي نكون منصفين، في بعض الحالات، سيحول الابتكار الاستراتيجي حالة المد والجزر إلى نصر. لكن القدرة على الاستمرار في تجربة شيء جديد تجعل من الصعب على القادة السياسيين أن يستنتجوا أن الحرب لا تستحق الاستمرار، لأنه سيكون هناك دائمًا شخص ما يخبرهم أن لديهم فكرة ذكية تكسب الحرب.


7- يكره الجيش الخسارة

ولذلك، نتوقع أن تركز الخدمات العسكرية على الانتصارات، ونريدهم أن ينفذوا مهام محددة بحماس وتفان. غالبًا ما تكون الخدمات النظامية أقل عرضة لتفضيل الحرب من المدنيين، ولكن بمجرد إرسالها إلى طريق الأذى، ربما تكون آخر مؤسسة تريد الاعتراف بأن الأمور لا تسير على ما يرام أو توصي بالخروج من الحرب بلا نصر. كم عدد الجنرالات الذين سيخبرون الرئيس أنهم ببساطة لا يمكنهم الفوز ،أو أنهم لا يستطيعون ذلك بتكلفة مقبولة؟ بالإضافة إلى ذلك، فإن البنتاجون لا بد أن يقلق من إلقاء اللوم عليه بسبب الفشل، حتى لو لم يكن هذا خطأه. والنتيجة هي أن المؤسسة الأكثر نفوذاً سياسياً في شؤون الحرب والسلام ستكون منحازة بشدة نحو “البقاء على المسار”.


8- قد لا يعرف الأشخاص في القمة مدى سوء الأمور حقًا

هذه المشكلة هي نتيجة طبيعية للرقم 7. في معظم البيروقراطيات – بما في ذلك الجيش – هناك ميل لنشر الأنباء الجيدة بطريقة متزايدة وإخفاء الأخبار السيئة. يريد المرؤوسون أن يظهروا أنفسهم بمظهر جيد ومن المرجح أن يظهروا أدائهم في ضوء إيجابي. ومن المرجح أن يقدم الجنرالات الذين يمكن ملاحقتهم كمجرمي حرب صورة متفائلة عن الوضع، والسبب في ذلك الغربة في الحفاظ على معنويات القوات، و لتعزيز الدعم العام، وسبب آخر لأن الجيش يعرف أن هذا ما يريد قادته المدنيون سماعه. إذا لم يتم مواجهة هذا الاتجاه، فإن الحروب ستستمر لأن المسؤولين عن القرارات النهائية ليس لديهم إحساس دقيق بما يحدث على أرض الواقع.


9- قلق بالغ بشأن المصداقية

غالبًا ما تستمر القوى العظمى في خسارة الحروب ليس لأن المخاطر عند وجود صراع معين كبيرة جدًا، ولكن لأنها تخشى أن يكون للانسحاب تأثيرات عميقة على سمعتها وأن يكون له تداعيات بعيدة المدى في مكان آخر. تشير الأدبيات العلمية المهتمة بهذه القضية إلى أن هذه المخاوف غالبًا ما تكون مبالغًا فيها، ولكن هذا لا يمنع النقاد من تقديم هذا الادعاء ولا يمنع السياسيين من الاستماع إليه. لقد كان هذا أمرًا شائعًا خلال حرب فيتنام، ولا نزال نسمع أصداء صاخبة منه حتى الآن. فقد قيل لنا أنه إذا خرجت الولايات المتحدة من أفغانستان، سيشجع ذلك تنظيم القاعدة، وسوف يرتفع مستوى تجنيدها، وسيخلص حلفاؤنا حول العالم إلى أننا نتخلى عن أنفسنا وعنهم أيضًا. بالطبع، لم يكن للخروج من فيتنام أي من هذه الآثار . بالعكس ساعدها الخروج من فيتنام في الفوز بالحرب الباردة. ومن المرجح أن الخروج من أفغانستان سيقوض الروايات الجهادية حول الإمبريالية الغربية ويسمح للولايات المتحدة بتركيز جهودها العسكرية على الأماكن ذات الأهمية. في الواقع، قد تعاني مصداقية الولايات المتحدة أكثر بكثير إذا استمرت في تبديد قوتها في النزاعات المكلفة وغير الضرورية.


10- الكبرياء الوطني

إن القومية قوة فعالة للغاية، وعادة ما يكون لدى القوى العظمى الكثير من الأسباب التي تثير إعجابها بإنجازاتها الخاصة. الحال أنك عندما تكون ثريًا جدًا وقويًا جدًا، وعندما يكون تاريخك القومي في الغالب تاريخًا حسن الحظ ، سيكون من الصعب تصديق أن هناك بعض المهام العسكرية التي قد لا تتمكن من إنجازها بثمن مقبول. لم يصدق ليندون جونسون تمامًا أن “الآسيويين في بيجاماتهم السوداء” يمكن أن يهزموا الولايات المتحدة القوية، ويجب أن يكون من الصعب على العديد من الأمريكيين معرفة لماذا لا يمكننا تسوية الأمور في أفغانستان، وهزيمة طالبان مرة واحدة وإلى الأبد. وهكذا، تستحق الغطرسة مكانًا بارزًا على أي قائمة من القوائم التي تفسر أسباب استمرار الحروب لفترة طويلة.

© 2023 by EDX. Proudly created with Wix.com

bottom of page