مذكرات اجاثا كريستى المنسية فى سوريا فى طبعة جديدة

ترجمة: أحمد ليثى

عرفت أججاثا كريستى كحكاءة عبقرية للعديد من جرائم القتل الغامضة، لكن ما لم نعرفه أن ملكة قصص الغموض كانت قد كتبت مذكراتها الشخصية للرحلات الأثرية التى كانت ترتحل إليها لأطلال سوريا والعراق، الأطلال التى تقع الكثير منها اليوم تحت يد مقاتلى الدولة الإسلامية.

كتاب كريستى المنسى سيعاد طبعه فى أغسطس من العام الحالى، ويحوى الكتاب نحو من 40 صورة لم تنشر من قبل، كانت كريستى قد إلتقطتهم، موثقة بتلك الصور رحلاتها مع زوجها، عالم الآثار "ماكس مالوان"، وتظهر – فى نفس الوقت – طريقة العمل فى المواقع الأثرية.

وصفت كريستى الرحلات بأنها "وقائع التعرجات"، التى وقعت خلال الثلاثنيات من القرن الماضى، كما تظهر الرحلات زياراتها للمواقع الأثرية التى تضم مدينة كالح القديمة، التى نهبها وجرفها مقاتلو الدولة الاسلامية فى مارس الماضى، وقبر الشيخ عدى بن مسافر القريب من الموصل، كما تظهر صور "تدمر" المدينة التى تحوى أغلب مواقع التراث العالمى السورى، والتى وصلت إليها الدولة الإسلامية الأسبوع الماضى.

قبل نحو من سبعون عامًا، سجلت كريستى لحظة وصولها إلى تدمر، وكعادة روحها الكريمة، التى تعطى الفرصة دائمًا، لإقامة علاقة حميمية مع أى شىء، قالت " بعد مضى سبع ساعاتٍ من الحرُ والرتابة والوحدة، فى تدمر، تلك، أعتقد أن هذا هو السحر الذى تمتلكه تدمر، أنه شىء رائع وخيالى، ولا يصدق، أشعر بأنى فى حلم مع كل اللامعقولية المسرحية التى أنا بصددها، محاكم ومعابد وأعمدة الخراب، كنتُ دائمًا ما أشعر أنى غير قادرة على حسم مشاعرى تجاه تلك المدينة، كانت بالنسبة لى كالحُلم الذى أراه فى المنام. كما أن وجع رأسى وعينيى جعلاها كالوهم المحموم، فهذا لا يمكن ولن يكون حقيقيًا.

يقول ديفيد براون أن هذا هو الكتاب الأكثر تجاهلًا لكريستى، ولذلك سيصدر فى طبعى جديدة هذا الصيف، وكانت كريستى قد نشرته من قبل بعد الحرب العالمية الثانية، فى العام 1956، فقد تزوجت كريستى من ماكس مالوان عام 1930، واعتادت أن تصاحبه فى أسفاره ، فكريستى كانت شخصية متحررة فى الحقيقة، عاشت فى الخيام، ووسط الحفريات، تصنف القطع الأثية وتنظفها، وتصور كل منها على حدة.

كتبت كريستى فى افتتاحية مذكراتها، "أن هذا الكتاب هو اجابة على سؤال، طالما سوؤلت عنه، هل ذهبتى إلى سوريا، هل حقًا قمتى بذلك؟، أرجوكِ أن تحك~ لى عن كل شىء، كيف عشتِ؟، فى الخيام؟ .. إلخ، كما أرفقت خطابًا صغيرًا تقول فيه "هذا ليس كتابًا عميقًا، فى الحقيقة أنه شىء تافه، يحوى ما كنتً أقوم به والأحداث التى تعرضتُ لها يوم بيوم.