top of page
Search

الافتتاحيات الباردة.. المعركة الكاملة على رواية هاربر لى الجديدة

  • Writer: Ahmed Ellaithy
    Ahmed Ellaithy
  • May 7, 2016
  • 4 min read

كانت رواية هاربر لى الجديدة "أذهب وأقم الحارس" التى صدرت فى يوليو من العام الجارى، والتى تعد تتمة لروايتها الوحيدة الأثيرة "أن تقتل طائرًا بريئًا" هى الحدث المنتظر منذ إطلاق رواية "هارى بوتر ومقدسات الموت" قبل ثمانى سنوات. قدرت الطبعة الاولى من رواية هاربر لى الجديد بنحو 2 مليون نسخة بحسب مؤسسة نيلسين للكتاب، بيع نحو من 700 ألف نسخة فى الأسبوع الأول من إصدارها، وانخفضت مبيعاتها إلى 220 ألف نسخة فى الأسبوع التالى.

كانت هذه صفقة كبيرة، وبدورها صممت "هاربر كولينز" (الدار التى تولت نشر الرواية) حملة دعاية ما قبل النشر بعناية. قليل من الأخبار تسربت للصحافة خلال شهرىّ فبراير - عندما أُعلن لأول مرة عن خبر نشر رواية لهاربر لى - ويوليو. صحيفتين فقط، واحدة فى أمريكا والأخرى فى بريطانيا حصلا على حقوق نشر مقتطفات من الرواية الجديدة قبيل النشر الرسمى، لكن "هاربر كولينز" أمدت سرًا نسخ أخرى من الرواية إلى منافذ عدة، بشرط أن تكون مراجعاتهم للرواية محظورة حتى نشر الرواية رسميًا، فيما أعلنت معظم الصحف ان الكتاب لن يكون متاحًا لأحد قبل النشر.

لكن الحظر لم يستمر، ففى العاشر من يوليو، قام "ميتشوكو كاكوتانى" رئيس قسم النقد بصحيفة "نيويورك تايمز" بمراجعة للرواية فى الصفحة الأمامية، وكانت مراجعته للرواية إيجابية إلى حد كبير، كما نشرت "وول ستريت جورنال" مراجعتها للكتاب، برفقة مقتطفات من الرواية فى اليوم نفسه. وكان هذا الحدث هو القشة التى قسمت ظهر البعير، بعد فترة وجيزة قامت صحف اخرى بنشر مراجعاتها للرواية، التايم، ولوس أنجلوس تايمز، والواشنطن بوست (تترأس قسم نقد الكتب فيها ناتاشا تريثوى التى فازت بجائزة "شاعر الولايات المتحدة")، وصحيفة الجارديان اللندنية، أسرعوا فى نشر المراجعات قبل تاريخ النشر الرسمى.

أعلنت آلة دعاية "هاربر كولينز" أنها مستاءة من أن الحظر لم يستمر حتى تاريخ نشر الرواية، وقالت مديرة التسويق والدعاية فى الشركة "تينا أندرياديز" أنها ليست سعيدة، وتواصلت مع مسؤولى صحيفة التايمز واتهمتهم بالإساءة لعملاء الشركة، لكن ليس واضحًا ما هى الإساءة التى تقصدها، فكثير من الضجيج المتوقع يبدو أنه يأتى فى صالح "هاربر كولينز" وليس لصالح القراء، فلمن تكتب هذه المراجعات؟

"هاربر كولينز" التى تعد قسمًا من أقسام مؤسسة روبرت مردوخ الإعلامية، أمدت النقاد بنسخ مسبقة من الرواية، طالما وافق هؤلاء النقاد على الالتزام بالحظر، ورغم أن قسم النشر فى المؤسسة رفض التعليق على هذه النقطة، لكن يبدو أن صحيفتىّ التايمز و "وول ستريت جورنال" حصلتا على نسخ من الرواية، ذلك أن تاريخ نشر مراجعتهما كانت فى اليوم نفسه.

صحيفة "التايمز" لم تؤكد أنها حصلت على نسخة سابقة على الحظر كانت قد أمدتها بها "هاربر كولينز" فى العاشر من يوليو، لكن ذلك لا يهم، فالصحيفة اعتمدت فى مراجعتها على نسخة مهربة من الرواية، وقد ذكرت "دانييل رودس" الناطقة بلسان الصحيفة: "سياستنا لا تحترم حظر النشر طالما أننا حصلنا على نسخة مستقلة من الكتاب من خلال الطرق الشرعية"، لكن حتى الآن يظل وصول نسخة من الرواية إلى الصحيفة لغزًا لم يحل.

بعدما خرقت صحيفتىّ التايمز ووول ستريت جورنال حظر النشر، كان من حق الجميع أن ينشروا مراجعاتهم، فصحيفة الجارديان التى حصلت على حقوق نشر مقتطفات من الرواية، اعلنت فى مساحة صغيرة بتاريخ 11 يوليو فى إحدى صفحاتها أنها ستصدر مراجعاتها عن الرواية، لكنها لم تخرق حظر النشر إلا بعدما خرقته الصحف الأمريكية فى 11 و 12 يوليو.

فى أمريكا، فقط عدد قليل من الكتب البارزة هى التى تعطى مسبقًا لكتابة مراجعات عنها. صحيفة التايمز حصلت على واحدة، ومن المحتمل أن تكون الصحف الكبرى الأخرى قد حصلت على نسخ من الرواية أيضًا، وعندما وجدت أن التايمز قد خرقت حظر النشر وأصدرت مراجعتها للرواية، أقدمت تلك الصحف حينها على نشر مراجعاتهم، لكن معظم الصحف الكبرى، كصحيفة "ميتروبوليتان" التى تملك قسم نشط للكتب، انكرت حصولها على نسخ من الرواية.

فى مجال صناعة الأفلام بهوليوود، أحيانًا يكون هناك ما يعرف بـ "الإفتتاحيات الباردة"، التى لا يُسمح فيها للنقاد بمشاهدة الفيلم قبل تاريخ عرضه رسميًا، حتى لا تؤثر رؤاهم القاسية على شباك التذاكر. وهكذا، صُممت الافتتاحيات الباردة لتعظيم الأرباح قبل تداول الأخبار السيئة بشأن الأفلام، هل خافت "هاربر كوليز" من عدم نجاح الرواية، خاصة أنها عُرفت على نطاق واسع حتى قبل نشرها، بأنها النسخة الأولى المرفوضة من "أن تقتل طائرًا بريئًا"، ما جعلها تنسق ما سمى بالافتتاحيات الباردة على غرار هوليوود؟، النوايا ليست واضحة، لكن تلك العروض الأولى التى قدمها النقاد فى الصحف كانت مشوشة إلى حد كبير، ولم تكن حماسية.

يقول "لورى هرتزل" محرر فى قسم مراجعات الكتب بصحيفة "مينابوليس": أن محررى مراجعات الكتب لهم معرفة وخبرة بالحياة، وهم يعلمون اللعبة. إعطاء نسخ من كتاب لصحف دون أخرى هو افتراض للتحكم فى توقيت الرسالة بل لعله هو الرسالة نفسها.

ومع ذلك، فإن هذا التوزيع الانتقائى للنسخ يسبب بعض مشاعر المرض، "تونى نورمان" محرر باب الكتب فى صحيفة "بطرسبرج بوست جازيت" أُخبر مرارًا أنه لا يستطيع الحصول على نسخة من الرواية ليصدر مراجعته حتى تاريخ نشر الرواية، مما جعله غير سعيد بأن يرى أن هناك صحفًا تُعامل معاملة خاصة.

يضيف هرتزل: "بالتأكيد معاملة "هاربر كولينز" الطبقية للمحررين ستأتى بنتائج عكسية، فنحن لدينا مدينتين بهما أكثر من 50 مكتبة مستقلة، وصُنفا من ضمن أعلى المدن التى تقرأ الادب، صحيفة ذا ستار تريبيون من أعلى 20 صحيفة توزيعًا فى البلاد، ونجرى مراجعات للكتب ثلاث مرات أسبوعيًا، يومى الأثنين والأربعاء، ولدينا صفحتان كاملتان فى أيام الأحد، ومراجعاتنا تُقرأ على نطاق واسع، ويشاركها القراء على الانترنت ووسائل التواصل، ليس هذا فحسب، بل أنها تظهر فى صحف أخرى، بالتأكيد هناك كتب أخرى رائعة لا نستطيع إجراء مراجعات عنها، ولذلك الناشرين يحتاجوننا، ليس نحن من نحتاج لهم".

لم تكن "هاربر كولينز" أمينة فى سياسات توزيع نسخ الرواية، هرتزل طلب نسخة مرتان، مرة فى فبراير وأخرى فى مايو، لكن فى المرتين كان يتم الرد عليه من قسم الدعاية فى الشركة بأنه لن يُسمح لأحد تسلم نسخ من الرواية مسبقًا تمسكًا بمبدأ تكافؤ الفرص، ذلك بحسب كلمات "هاربر كولينز"، إلى أن رأيت المراجعة التى أجراها "كاكوتانى" فى نيويورك تايمز، فسر نورمان ذلك بأنه لم يكن يدرى أن أى صحيفة كانت لديها نسخ مسبقة من الرواية، أو أن أى منها قد خرقت حظر النشر، غير أن "هاربر كولينز" أخبرت "توم لوتز" رئيس تحرير صحيفة "لوس أنجلوس ريفيو أوف بوكس" أنه لن يكون متاحًا لأحد الإطلاع على الرواية قبل نشرها رسميًا، وكرروا هذه الإدعاءات بعد 13 يونيو، حتى بعد ظهور المراجعات، التى تمت بناء على النسخ المُقَدمة مسبقًا.

ليس مفاجئًا أن "هاربر كولينز" كانت تريد التحكم فى توقيت الرسالة، بأن تعطى أكبر قدر من الصحف الوطنية الدفعة الأولى من النسخ لإجرء مراجعات، ما يجعلها تنتشر على الويب بشكل أسرع، وتجعل – فى الوقت نفسه – المنافذ الاقليمية وشبكات الويب الأخرى تنتظر التاريخ الرسمى لنشر الرواية للحصول على النسخ، ما كان مفاجئًا أن طرح الرواية لم يكن متحكمًا فيه بشكل جيد، لكن يظل أن الصحف الأمريكية دون سواها هى التى كان لها حق اصدار مقتطفات من الرواية قبل نشرها رسميًا.

عن لوس أنجلوس ريفيو أوف بوكس

© 2023 by EDX. Proudly created with Wix.com

bottom of page